يوم الكتاب العالمي: رحلة عبر صفحات المعرفة

في الثالث والعشرين من نيسان/أبريل، تحتفل دول العالم بـ يوم الكتاب العالمي، رافعةً شعارات تشجيع القراءة ونشر المعرفة، وإيمانًا راسخًا بأهمية الكتاب كأداة ثقافية ووسيلة للتواصل بين الحضارات. و يعود اختيار هذا التاريخ إلى ذكرى ميلاد كل من وليام شكسبير وميغيل دي ثربانتس، عملاقي الأدب العالمي، اللذين أثريا المكتبة الإنسانية بإبداعات خالدة.

يسعى يوم الكتاب العالمي إلى تحقيق جملة من الأهداف النبيلة، منها: تعزيز ثقافة القراءة: من خلال تحفيز الأفراد، خاصةً في أوساط الشباب، على اقتناء الكتب وقراءتها، واكتشاف متعة التزود بالمعرفة واكتساب مهارات جديدة. ودعم صناعة النشر: تُعتبر هذه المناسبة فرصةً سانحةً لتسليط الضوء على دور النشر في إثراء المحتوى الثقافي، وتشجيعها على مواصلة مسيرتها في نشر المعرفة. وحماية حقوق المؤلف: تُعنى هذه المناسبة بتسليط الضوء على أهمية حماية حقوق المؤلفين، وضمان حصولهم على التقدير المناسب لإبداعاتهم. وتبادل المعرفة بين الثقافات: يُشكل يوم الكتاب العالمي جسرًا للتواصل بين مختلف الثقافات، من خلال تبادل الكتب والترجمات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب.

تُقام في مختلف أنحاء العالم فعاليات متنوعة احتفالًا بـ يوم الكتاب العالمي، تشمل: معارض الكتب: تُتيح هذه المعارض للجمهور فرصة الاطلاع على أحدث الإصدارات الأدبية، والتفاعل مع الكتّاب، وشراء الكتب بأسعار مناسبة. وإقامة الندوات والمؤتمرات الثقافية: تُناقش هذه الندوات مواضيع ذات صلة بالقراءة والكتابة ونشر المعرفة، وتُقدم فرصًا للحوار وتبادل الأفكار بين المهتمين بالثقافة. والعديد من الفعاليات المخصصة للأطفال: تُقام فعاليات ترفيهية وتثقيفية للأطفال، تهدف إلى غرس حب القراءة في نفوسهم منذ الصغر، وتشجيعهم على استكشاف عوالم المعرفة.

يقع على عاتق كل فرد مسؤولية المساهمة في إحياء يوم الكتاب العالمي، فنحن أمة اقرأ؛ خصنا الله بالقراءة والتفكر والتعلم، وأول آية نزلت من القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمره بالقراءة، فالقراءة أساس النهضة ورقي الأمم ويجب علينا أن نسعى لنشر حب القراءة والتشجيع عليها والتحفيز على علاقة مستمرة بيننا وبين كتبنا وذلك من خلال: اقتناء الكتب وقراءتها: فلنجعل من القراءة عادةً يومية، ونحرص على اقتناء الكتب في مختلف المجالات التي تثير اهتمامنا. وإهداء الكتب: لنتشارك متعة القراءة مع من حولنا من خلال إهدائهم الكتب التي نرى أنها ستُثري معرفتهم وتُحفز إبداعهم. والمشاركة في الفعاليات الثقافية: فلنغتنم فرصة حضور معارض الكتب والندوات الثقافية، والاستفادة من خبرات الكتّاب والمثقفين. ودعم دور النشر: لنُشجع دور النشر من خلال شراء الكتب بشكل قانوني، وحضور فعاليات إطلاق الكتب الجديدة. وكذلك تحفيز التربويين والمختصين والخبراء على إثراء المكتبة بنجاحاتهم وخبراتهم سعيًا لتوثيق المعرفة وبناء مجتمع المعرفة والاستفادة من أصحاب العقول بتحويل المعرفة الضمنية إلى معرفة صريحة يستفاد منها وتثري المكتبات بخبراتهم القيمة والبناءة.

ختامًا: إن يوم الكتاب العالمي ليس مجرد يوم عابر، بل هو مناسبة لتجديد إيماننا بأهمية المعرفة ودورها في نهضة الأمم. فلنجعل من القراءة عادةً يومية، ونُساهم جميعًا في نشر ثقافتها بين أجيالنا الحالية والمستقبلية.

Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-04-26T02:15:06Z dg43tfdfdgfd